احب ان اخذ المعلومة ممن سبقوني و وصلوا الى الضفة الاخرى من النهر، و اذا كانت تلك المعلومة معجونة بالكفاح و الزمن و العمر و التجارب، تتحول الى حكمة قيمة تستحق ان تصل الى امثالنا، نحن الأصغر سناً الذين مازالوا يصارعون الحياة و يكافحون!
ممن تأخذ الحكمة و النصيحة؟
دائما ما يغريني سماع الوصايا و النصائح المجانية التي تأتي الي بغير طلب، او ما يسمونها بال”unsolicited advice “، خصوصاً من كبار السن، قد تكون مزعجة بالنسبة للبعض و لكن انا اعتبرها خلاصة تجربة موغلة في القدم، و قد لا امر بمثل التجارب التي خاضوها هؤلاء الكبار و لذلك قد لا استطيع ان اعرف معنى تلك النصيحة جيداً و لكن سأكون متأهبة لها!
بالطبع هذا لا يعني ان كل من يعطيك حكمته في الحياة ستكون حكمة ذهبية و سر من اسرار الكون، حتى لو كان كبيراً في السن و في مركز مرموق او عاصر الكثير من التجارب، فقد صادفت بعض ممن تنطبق عليهم هذه الصفات و حديثهم بهذا الخصوص فارغ او “ما عنده سالفة”.لذلك انتقِ من تأخذ منه الحكمة بعناية!
من اجمل و أعظم الحكم و الوصايا التي قرأت هي في كتاب الله جل في علاه، و بالأخص صورة لقمان التي ذكر فيها وصاياه لإبنه

- الوصايا كان بها جانب ديني و جانب أخلاقي، الجانب الديني مثل التنفير من الشرك الذي فيه الكثير من ظلم النفس، و ما ادهشني ان الوصايا بعد الشرك لم تكن هي وصايا اقامة الصلاة و النهي عن المنكر، بل كانت وصية بر الوالدين، مما يجعلني اتفكر في منزلة الوالدين التي جعلته يوصي بهما بعد عدم الشرك!
- “و اتبع سبيل من اناب الي” هنا ينصح لقمان بأن تحتار الصحبة الصالحة و التي تأتي في الايات بعد بر الوالدين، هل فعلاً معناه انك ” انت من تعاشر”؟
- و وصية مراقبة الذات في السر و العلانية هي وصية تكتب بماء الذهب، الضمير الواعي المتيقظ هو ما يجعل الشخص صالحاً و يجنبه ارتكاب الأخطاء، اعتقد كذلك انها تدربه على تحسين نواياه و مراقبة نفسه.
- بعد هاتين الوصيتين طلب لقمان من ابنه ان يقيم الصلاة و يأمر بالمعروف و ينهى عن المنكر و يصبر على المصاب و ان هذه العبادات تحتاج الكثير من العزيمة و الإرادة.
- و لدهشتي ان الجانب الأخلاقي الذي وصى لقمان فيه كان عن التواضع و الرقي، و ذلك يقتضي ان صوتك يكون منخفضاً و تعامل الناس برفق و لين و بدون تكبر.
هذا كل مافي جعبتي لهذا اليوم!
ماذا عنكم يا رفاق، هل لديكم حكم و وصايا معينة سمعتموها و اعجبتكم؟
او هل لديكم سورة من القرآن تحبونها؟
شاركوني ذلك في التعليقات فكما تعرفون ان اسعد بها و افرح!