هذه المقالة هي الجزء الثاني للمقالة التي نشرتها سابقاً هنا.
صادفت اثناء قرائتي عن موضوع الندم التربوي دراسة بحثية تتكلم عن الموضوع ذاته، نشرت في ٢٠١٨ و كانت دراسة غنية جداً بالمعلومات، لذا آثرت ان افرد لها مقالة خاصة.
دراسة بحثية عن الندم المصاحب للتربية
أجريت الدراسة على ٣٧٩ والد و والدة أعمارهم بين الـ ٤٢ الى ٨١ سنة، و أتموا تربية أبنائهم و لا يوجد لديهم في المنزل أي ابن يعيش معهم.
سألهم الباحثون ثلاثة أسئلة:
- ماهي النصائح التي تعطونها للأهالي الجدد؟
- ماهي نصائحكم التربوية لكل فترة عمرية للطفل؟
- ما الذي ندمتم عليه في تربية أبنائكم؟
و هنا مختصر إجاباتهم
ماهي النصائح التي تعطونها للأهالي الجدد؟
١. الإستمرارية في تعليم طفلك الإنضباط
٢. تواصل مع طفلك
٣. اعط طفلك الكثير من وقتك (وقت نوعي quality time)
٤. أحب طفلك حب غير مقيد بشروط (نصيحة مهمة، انتبه ان تقول انا لا احبك لانك فعلت كذا و كذا!! )
٥. أحرص على ان تكون مشارك و مدقق في تعليم أطفالك، و هذه النقطة تم التركيز عليها من قبل الكثير من المشاركين في هذا البحث، تعليم الأطفال، تواصل دائما مع المعلمين و المدرسة و تابع تحصيله الدراسي.
٦. إقرأ لطفلك.
٧. بناء روتين لحياة طفلك و الاستمرار عليه، لا تدعه يعيش في فوضى.
٨. علم طفلك المسؤولية.
٩. شجع طفلك على الإستكشاف.
١٠. تفاعل و دائماً تواجد في حياة طفلك، اعرف اهتماماته، شاركه نشاطاته، اخرج معه و تواصل معه بشكل دائم.
ماهي نصائحكم التربوية لكل فترة عمرية للطفل؟
من الولادة الى ٥ سنوات
١. إستمتعوا باللحظة لأنها لا تعود مرة أخرى و سيكبرون بسرعة.
٢. العبوا معهم كثيراً جداً.
٣. تدربوا على التحلي بالصبر.
بالرغم من ان هذه المرحلة العمرية أكثر المراحل إرهاقاً جسدياً للأهالي، قبل أن تبدأ بالتذمر منها تذكر انها لا تستمر طويلاً ، سيزول كل هذا و تبقى الذكريات.
من ٦ الى ١١ سنة
١. امدح طفلك كلما سنحت لك الفرصة. اوبالأحرى امدحه و قل له كلام ايجابي دائما لان ذلك يزيد من ثقته بنفسه
٢. عزز و نمي الهوية الشخصية الإيجابية، ساعده في اكتشاف ما يحب و ما هي اهتماماته.
يقول أحد المشتركين في الدراسة "هذه المرحلة حساسة جداً، كل ما يراه طفلك و يسمعه سيتذكره ، امدحه و ابني ثقته بنفسه"
من ١٢ الى ١٨ سنة
١. استمع لهم أكثر مما تتكلم.
٢. ضع قوانين و حدود واضحة للتصرفات المسموح و الغير مسموح بها.
٣. دعهم يجربون الخطأ و يجربون توابعه.
٤. حافظ على صورتك كوالد او والدة اكثر من صورتك كصديق.
يقول أحد المشتركين في الدراسة:
" وازن بين اللين و الصرامة في القوانين و الحدود التي تضعها، و خض المعارك التي تستحق و تعتقد انها مهمة (يقصد هنا لا توبخه على امور ليست ذات اهمية). اعطه فرصة ليصبح ذو شخصية مستقلة، و ركز على أمنه و سلامته و على بناء شخصية ايجابية، و دعك من التفاصيل"
و يقول مشترك اخر:
" مبروك، لقد اتممت الجزء السهل من التربية، و وظيفتك الان هي ان تعلم طفلك صنع قراراته بشكل مستقل، طفلك يجب ان يُسمح له بالفشل و الخطأ، و يتحمل نتيجة تصرفه، و يتحمل العواقب و ما يأتي بعد ذلك التصرف"
ما الذي ندمتم عليه في تربية أبنائكم؟
١. ٢٦٪ من الأهالي المشاركين في البحث ندموا على عقاب أطفالهم، ٦٪ ندموا انهم كانوا لينيين و متساهلين في العقاب على التصرفات الغير مقبولة، و الـ ٢٠٪ الباقين ندموا انهم كانوا صارمين أكثر من اللازم.
٢. ما يقارب الـ ٢٣٪ من الأهالي ندموا على قلة إهتمامهم بتعليم أطفالهم، ليس فقط التعليم الأكاديمي، بل ذكروا مثلا عدم تعليمهم كيف يتحكمون بالقلق و التوتر،و الإعتماد على الذات في مهام المنزل مثل الطبخ و التنظيف،و المهارات الجسدية و الرياضة.
٣. و أغلب الأهالي ندموا على انهم لم يقضوا الكثير من وقتهم مع أطفالهم، او لم يحضروا أنشطتهم و حفلاتهم المدرسية.
قال أحد المشاركين "تمنيت لو اننا أخذنا الكثير من الإجازات سوياً و مارسنا الأنشطة مع بعضنا البعض"
خلاصة البحث
الأهل الذين كبر أبنائهم، من تجربتهم، ينصحون ان تستثمر وقتك و جهدك في بناء علاقة صحية و جيدة مع طفلك التي ستكون هي أساس التربية و التعليم و التوجيه الناجح.
هؤلاء الأهل أيضاً ندموا على انهم ضيعوا الكثير من وقتهم مع أطفالهم في التوجيه و العقاب، و ينصحون أن تقضي وقتك هذا في الإستمتاع مع طفلك و تقوية علاقتك به.
هذا كل مافي جعبتي اليوم!
قل لي يا رفيق/ رفيقة، ماذا أعجبك من هذه الدراسة؟ هل تتفق مع ما جاء فيها؟
هل باح لك أحد كبار عائلتك بنصيحة تربوية أو شيء ما ندم عليه في تربية أبنائه؟
شاركنا في التعليقات، فتعليقاتهم تبهجني فعلاً و تجعلني أستمر.
هذه تدوينتي السابعة لتحدي التدوين اليومي لمجتمع رديف!، ادعوا لي بالثبات الى بداية سنة ٢٠٢٢.
المرجع:
Chapman, Ashton, and David Schramm. "Parenting Advice and Regrets of Empty‐Nesters." Family Relations 67, no. 4 (2018): 483-496.
https://digitalcommons.usu.edu/cgi/viewcontent.cgi?article=1727&context=fchd_facpub