قبل قليل كان منصور يتدرب على الوقوف متكأً على طاولة صغيرة خفيفة، تأرجحت به الطاولة فسقط و ضرب رأسه حافتها، ملأ الدنيا صراخاً، ركضت نحوه و حملته فوضع رأسه على كتفي و بدأ بمص اصبعه الإبهام، و هي عادة يقوم بها كلما شعر بالألم أو التعب أو النعاس، نظرت له أمي بشفقة و قالت: "يا قليبي هالوليد، لا ضامته الدنيا مص ذا الأصيبع** "
ياه على البراءة!! تخيل ان تضيق بك الحياة و يكون الحل في اصبعك! تتوتر قبل تقديم عرض مرئي على مدرائك فتخرج بطانيتك المفضلة و تحضنها لتهدأ! أتمنى لو كانت تلك الحلول البسيطة تفيد في حل معضلة التوتر و القلق و الإنزعاج، و لكن حياة الكبار أكثر تعقيداً من ذلك!
يسهل اكتساب عادات غير صحية كوسيلة للتهدئة أو الهروب، كأن تأكل كثيراً عندما تتوتر علاقتك مع شريك حياتك، تكثر من التدخين عندما يتراكم عليك العمل بعدما أخذ زميلك إجازة بدون سابق إنذار، تستخدم هاتفك الجوال لوقت أطول عندما يقترب موعد تسليم عمل مهم.
أنا من النوع الأخير، لم أكن واعية أن استخدامي لهاتفي قبل النوم يزداد عندما امر بضغط نفسي، حاولت بشتى الطرق ترك هذه العادة، وجدت أن الحل الأمثل هو علاج جذر المشكلة (القلق) بدلاً من معالجة العرض(استخدام الجوال بشراهة).
وسائلي التي استخدمها لعلاج القلق:
القراءة، و أخص بذلك قراءة ما قبل النوم، لأن الأفكار القلقة تطرق باب عقلي عندما أضع رأسي على المخدة، و لسبب غير مفهوم تكون الأفكار أكثر شراسة و محملة بالكثير من التوتر، لذا أختار كتب خفيفة و لا تحتاج للكثير من التفكير لتستبدل مقاطع اليوتيوب التافهة التي أشاهدها قبل النوم.
أسمع قصص النوم من تطبيق اودبل، قصص مملة و تجعلك تنام بسرعة.
تأمل ما قبل النوم من تطبيق smiling mind و يوجد باللغة العربية تطبيق ممتاز للتأمل اسمه توازن.
شاركوني ما الذي تفعلونه لتهدئة انفسكم "لا ضامتكم الدنيا"؟
*عبارة نجدية تعني اذا ضاقت به الدنيا مص اصبعه الصغير.
**هذه تدوينة مشاركة ضمن مبادرة مرجع التدوين العربي لتدوين أفكار تأملية لمدة عشرة أيام، هل سأستمر؟ أتمنى ذلك، هل الأماني كلها تتحقق؟ليس بالضرورة لذا لا تنسوني من دعواتكم أن "أصمل".