top of page
صورة الكاتببثينة اليوسف

لماذا انقطعت عن الكتابة اليومية و أشياء اخرى!



مرحباً اصدقائي الذين افتقدوني في الأيام الماضية، و مرحباً بمن لم يفتقدني و لم يدرِ انني لم اكتب لأكثر من عشرين يوماً، و اعتقد انكم انتم الأغلبية إن لم تكونوا انتم جل من يقرأ هذا الكلام 😅 و في الواقع غيابي لم يمس شعرة في هذا الكون الفسيح، و لكنه اثر على حياتي انا الشخصية، لم اتوقع اني سأفتقد الكتابة لهذه الدرجة، و كنت اشعر انني ممتلئة نهاية اليوم و أود ان افرغ مافي خاطري في مكان ما، لم انقطع عن الكتابة في دفتري اليومي و لكن افتقدت مشاركة ما اكتبه مع الكون الفسيح!


لماذا توقفت عن الكتابة؟

منذ بداية السنة و انا في دوامة، في شهر يناير بدأت سلسلة فحوصات طبية لمشاكل صحية أعاني منها و بعدها توالت التحاليل و الأشعات بشكل سريع حتى تم تشخيصي بمرض غريب و نادر في شهر فبراير، و قد كان الخبر صادماً نوعاً ما بالنسبة لي بالرغم من أنني أنا من شخصت نفسي بناءاً على الأعراض التي كنت اشعر بها قبل ان أبدأ اي من هذه الفحوصات. و بسبب ذلك اختل توازني النفسي و العقلي و فقدت القدرة لبرهة على تنظيم حياتي، لذا فضلت ان أتوقف قليلاً واستعيد انفاسي قليلاً ثم اعود من جديد الى ما كنت عليه من روتين و عادات!

 
مصدر الصورة بنترست

لطالما كنت ارى ان حياتي و قصتي في هذه الدنيا غريبة، بالرغم من رتابتها اليومية الا انها تظهر لي عجبها اذا نظرت إليها بالمجمل و هذا ينطبق على مراحل كثيرة من عمري، قصة حياة فيها الكثير مما يستحق ان يروى و ان يكون عبرة للبشر!


حياتي الحبيبة لها عقلها الخاص و تحب ان تأخذني حيث تريد، و هي في قرارة نفسها تعتقد او تتخيل انها فيلم سينمائي و لا تتوانى في ان تفاجئني في كل مرة بمشاهد جديدة مليئة بالمغامرات والتحديات، و كأنها تقول لي "هل تعتقدين ان هذا كل شيء يا بثينة؟ انتظري فهناك فصل جديد من الأحداث العاصفة التي ستلقيك مئات الأميال خارج نطاق راحتك و تطوف بك في دوائر و سنرى كيف ستتصرفين معها!"

تحب ان تختبر ايماني، و مرونتي النفسية و الجسدية، هل سأتخطى ما أمر به و استمر في ان اعيشها؟ ام استسلم؟


و الان اضافت لي الحياة هذا المرض العجيب الى قائمة عجائبي التي لا تنتهي، عندما اخبرت صديقتي المقربة عن مرضي، واستني بكل لطافة الدنيا ثم ضحكت لتلطف الجو اكثر و قالت: حتى في مرضك يا بثينة انتي مميزة، لم يصبك الا ما هو نادر و غريب! ضحكت كثيراً على تعليقها، قلت بالفعل يا صديقتي الحبيبة، هكذا يكون الواقع الذي يقال عنه اغرب من الخيال!

منذ ان علمت بأني مستضيفة لهذا المرض في جسدي و اغلب ما اشعر به هو الخوف، الخوف من المجهول الذي يخبئه لي المستقبل معه. و منذ ان علمت به و انا اسبح رب العالمين سبحانه و اتفكر في حكمته، كيف يهدي لعبده البلاء الذي هو خيرة له، و لو تكشف لهذا العبد قدره امام عينيه و سُئل ماذا يختار لما اختار غير ما اختاره الله له، و ما عليه الا الصبر و الشكر و احتساب الأجر و طلب الشفاء و العافية.


لم اعهد نفسي مستسلمة و كما اطلق على نفسي انني "صملة" او "مستمرة" في اصغر امور حياتي و اتفهها، هذا الإختبار لن يكون غريباً او مختلفاً عن غيره بالرغم من صعوبته و مفاجأته، و كأنه صفعة على وجنتي التي تخدرت من تلقي الصفعات المتوالية، و لكن هذه المرة - كعادتي- ايماني بأن الله سيخرجني من ضيق المرض الى رحابة الصحة و العافية كبير، متوكلة عليه و كلي يقين ان القادم سيكون أفضل بكثير مما أنا عليه، و سأضيف ذلك الى بحر النعم الذي أغوص فيه كل يوم بفضل من الله تعالى في سماه.

 

قد تتسائلون ما هذا المرض، و يحق لكم ذلك لأني كقارئة فضولية لا احب ان اقرأ شيئاً غامضاً الى هذه الدرجة. أعدكم اني سأتحدث عنه قريباً بالتفصيل عندما اكون مستعدة، و ليس فقط لأشبع فضولك يا عزيزي القارىء، و لكن حتى اثقف الناس عن هذا المرض الصامت، لا يوجد الكثير من المحتوى العربي عنه بطبيعة ندرته و أيضاً لإفتقار المحتوى العربي من التجارب الشخصية عموماً و بالأخص تجارب الناس مع الأمراض و العمليات و غيرها. هل تعلمون ان اكثر مقالاتي قراءة هو مقال تحدثت فيه بالتفصيل عن عملية ابني منصور التي ازلنا فيها لحمية أنفه؟ بالرغم من سهولة و تكرار هذه العملية الا انه لا يوجد مشاركة للتجارب باللغة العربية و وصلني الكثير من الشكر من القراء لأني شاركتهم تجربة طفلي. لذا لن أبقي التجربة حبيسة عندي و سأتكلم عنها لعل احداً يستفيد و تساعده في اكتشاف و تشخيص و علاج هذا المرض.



هذا كل ما لدي من اخبار، عائدة ان شاء الله للكتابة الـ"شبة" يومية.

كونوا بالجوار!



٢١٠ مشاهدات٠ تعليق

ความคิดเห็น


أحدث المقالات

للاشترك في النشرة البريدية

للإشترك في النشرة البريدية

bottom of page