كيف يبدأ صباحكم و استعدادكم للذهاب للعمل و حضانات/مدارس الأطفال؟
إليكم مشهد صغير مما يحدث في صباحي:
الساعة السادسة صباحاً،يوقظني منصور (سنة و نصف) بخبطة او نطة - أنا طبعاً لا استعمل المنبه الصباحي منذ ان أصبحت أماً، لأن طفلًّيَّ منبهان صباحيان يمشيان على قدمين!
و لأني لا أحب أن اتأخر على عملي، أهرع لأغتسل و ألبس و منصور يلحقني من مكان الى اخر،و دانة (ست سنوات) نائمة في فراشها.
"دانة يللا قومي عشان نروح للحضانة"
"ماما بس خمس دقايق"
"دانة راح احط منبه دقيقتين و اذا رن اشوفك في الحمام تغسلين"
"ماما رجولي و يديني نايمة، كل شي فيني نايم ما اقدر اصحى"
"ما فيه احد تنام رجوله و يدينه يا حبيبتي!! معك دقيقتين لما تسمعين المنبه تصحين"
و بعد هذه المحادثة اذهب لتجهيز منصور، اعود لأجد دانة نائمة، و نعيد الموال من جديد مع القليل من العصبية و النكد و بعض تعكير المزاج الذي قد يستمر الى ان نركب السيارة ثم نتصالح في السيارة و نعقد العهود و الوعود اننا لن نكرر ذلك مرة ثانية، ثم نعود و نكرر المشهد أنا و دانة، و هكذا دواليك!
هل تفعل مثلي كل صباح؟ هل يذكرك هذا المشهد بصباحك المدرسي عندما كنت طفلاً؟
هل تتذكر غضب والدتك او والدك منك عندما تتأخر في الصباح و انت تبحث عن حذائك او ترتب شنطتك المدرسية او تأكل إفطارك ببطء؟
هذا بالطبع غير الأوامر اللامنتهية التي تصب على رؤوس الأطفال: أقفل الشباك، لا تلمس شعرك و يديك متسخة، إغلق فمك و انت تأكل، اركض و احضر لي العلبة من الدرج، و غيرها!
هذا السلوك من الاباء و الامهات أصبح غير مستهجن، طبعاً نغضب و نأمر و "نتنرفز" لكن بدون أن ننتبه انه أحيانا يكون هذا الحديث هو جُل ما نتحدث به مع صغارنا، خصوصاً في الأوقات التي نعاني فيها من ضغوط في العمل او الحياة عموماً.
الأمومة و الأبوة عمل شاق، أن تتحلى بالصبر و الحلم أيضاً عمل شاق، و أن تجمع الإثنين معاً يجعلك في مصافِ الأبطال الخارقين، لكنه ليس بالمستحيل!
صناعة ذكريات جميلة لأطفالنا
بطبيعة الحال مررنا انا و إخوتي بمواقف صباحية عاصفة مع والدتي المنهكة من العمل و الأطفال، و لكن أجمل ما أتذكره من طفولتي هي المواقف الطريفة و تعليقات والدتي المضحكة!
كنت و مازلت دائماً أعتبر التسوق مع والدتي من أجمل الذكريات لأنها بارعة في إختيار أجود ما يوجد في المحلات، و تأخذ التسوق بمتعة لا متناهية، و لا تخلو جولتنا من تعليقاتها المضحكة على البضائع التي لا تعجبها.
و أيضاً ذكرياتي معها في المتاحف، تبرع والدتي في التعليقات على الرسمات و اللوح و المجسمات و تشبيهها بتشبيهات تجعلني انا و اخوتي نضحك حتى تدمع أعيننا!
خفة ظل والدتي هي ما يجعل تلك الرحلات جميلة و تعلق في ذاكرتي الطفولية.
ما الذي يمنع ان نصنع ذكريات طفولة مضحكة و سعيدة لأطفالنا؟
أمومة خفيفة الظل
من أحب المقولات الى قلبي هي تلك التي قالتها الـ"رهيبة" ماري بوبنز:
" في كل عمل تقوم به هناك شيء ما ممتع، عندما تجد هذه المتعة، يصبح العمل لعبة!"
كيف سيطرت ماري بوبنز على الطفلين جين و مايكل الذين كانا من أشقى الأطفال في الحي؟ باللعب و الخيال!!
باللعب كانا يرتبان غرفتهما، يأكلان طعامهما و يتبعانها أينما ذهبت !
كل الأطفال مثل جين و مايكل، يحبون اللعب و الضحك و يطيعون من يلاطفهم و لا يزجرهم.
لذا قررت أن أكون خفيفة الظل مع أطفالي، أدخل الكثير من الضحك و اللعب في تعاملي اليومي معهم بدلاً من الصرامة.
قرأت مقالاً لكاتبتي المفضلة غريتشن روبن تذكر فيه طريقتها في التعامل مع أطفالها واقتبست بعضاً مما تفعله و طبقته و كان سحراً بلا ساحر:
أغني في الصباح لأطفالي.
لا أقول "لا"، أبدل جملة النفي بجملة أخرى تفي بالغرض، مثلاً بدلا من ان اقول "لا لن تشرب العصير في السيارة حتى لا تتسخ ملابسك" أقول "ستشرب العصير فوراً عندما نصل الى وجهتنا".
أقول كلمة "لا" في المواقف التي تستحق فعلاً ان أقول لا مثل المواقف المؤذية او الخطيرة عليهم، و لكن ما الضير في أن تلبس طفلتي بنطال اخضر و قميص برتقالي عندما تذهب للحضانة ؟ ما الذي يمنع ان تتشقلب على الكنبة و تشاهد التلفاز رأساً على عقب؟ طالما ان هذا يسعدها و لا يضرها، دعها تفعله.
كل يوم أجعل طفليًّ يضحكان حتى يقعا على الأرض من الضحك، ادغدغهما او نلعب لعبة مصارعة او أقلب نفسي أراجوزاً لتسليتهم.
حولت المهام اليومية الى سباق و لعب بدلاً من الأوامر.
هناك كتاب قرأته لـكارين سافران عن الأمومة و الأبوة باللعب، كتاب مليء بالمواقف بينها و بين طفليها و كيف حلتها باللعب، اعطتني الكثير من الأفكار الجميلة للتعامل مع طفليّ بطريقة مرحة و مضحكة. أنصحكم بقرائته.
حدثوني يا رفاق عما تفعلونه لإدخال المرح و المتعة في تعاملكم مع أطفالكم؟ أحب تبادل الأفكار و التجارب، لا تنسوا أن تكتبوا تعليقاً في الأسفل لتدخلوا السرور الى قلبي أنا أيضاً.
هذه تدوينتي الأولى لتحدي التدوين اليومي لمجتمع رديف!، ادعوا لي بالثبات الى بداية سنة ٢٠٢٢.
Comments