top of page
صورة الكاتببثينة اليوسف

لماذا يشاهد اطفالي مسلسل "طاش ما طاش" و "رقية و سبيكة"؟

تاريخ التحديث: ١٤ ديسمبر ٢٠٢٣



في ليالي الشتاء القارصة، أحب ان احضر العشاء بالتزامن مع غروب شمسنا الشموسة التي ترحل أبكر من المعتاد في هذا الفصل، و يكون بعدها الجو رائق مع الأطفال لانه يكون لدينا تقريباً ساعتان من اللعب و الحديث الهادئ استعداداً للنوم.


في هذه الأثناء،نشاهد انا و دانة و منصور حلقة مضحكة من حلقات طاش ما طاش و نحن متدثرين ببطانية دافئة، و نضحك على سعيدان و عليان!

او نتفرج على حلقة من رقية و سبيكة، و مشهد دانة المفضل عندما قال الراحل غانم الصالح اسمه "ذياب دايخ ذيييييب بنيدر" و ترد عليه سعاد عبدالله" شنو شنو! مالت على حظج و على قرادتج!"


عندما يلعبان سوياً دائماً اسمعهم يتقمصان شخصيات سعيدان و عليان من طاش ما طاش و يمثلان مشهدهما المفضل عندما اخذ الجار كورة سعيدان و عليان و شقها بالسكين، كانا منذهلان من التصرف الغريب و لم يعلما ان هذا التصرف كان يتكرر كثيراً في تلك الحقبة الزمنية، حتى في طفولة اطفال التسعينات الذين كانوا يلعبون كرة قدم في الشارع.

.



هذه الأمسيات مع اطفالي هي جزء صغير مما اطلقت عليه "جلسات دانة و منصور الثقافية"


جلسات دانة و منصور الثقافية

هي ببساطة اني اعلمهم كل ماهو متعلق بالدين و الثقافة و الفن و الأدب و كل مالا يتعلمونه في المدرسة.


بما ان وسائل الميديا المتاحة حالياً كلها خاضعة للوغاريثمات التي تحد كثيراً من الإطلاع على الخيارات المنوعة خارج نطاق اهتماماتنا، و هي ما ارى انها شكلت فارقاً كبيراً بين مشاهدة التلفاز، و سماع الراديو و قراءة الكتب و المجلات التقليدية مقارنة بمشاهدة اليوتيوب و قراءة المحتوى المتاح على الانترنت الذي يتشكل و يتبرمج حسب اهتمامك الحالي!

هل فهمتهم ما أعني؟

اليكم مثال بسيط

لنقل انك الان في العقد الثالث من عمرك، عد بالذاكرة الى التسعينات



تفتح التلفاز في الصباح لتجد قراءة للقرآن بصوت الشيخ الحذيفي، بعدها مجموعة من افلام الرسوم المتحركة المنوعة التي لا يمكنك التحكم بها، فقط تترقب المفاجأة التي تنتظرك و ما هو اختيار المحطة التلفزيونية هذه المرة.

تارة تشاهد حلقة توم و جيري المليئة بالموسيقى الكلاسيكية و الكثير من الفكاهة، او ربما تشاهد حلقة من برنامج المناهل و تتعلم من ابي الحروف عن الشدة و المدة و النحو العربي، بعدها تشاهد برنامج الصباح اليومي و تتعلم بعض المهارات المنزلية مثل الفرق بين الكزبرة و البقدونس و كيف تحفر الكوسة اذا لم يكن عندك سكين!


بعدها تشاهد برنامج الرياضة للجميع و تتعلم عن الرياضات المختلفة و اخر اخبارها، و في المساء تختم العائلة جميعها يومها بمشاهدة سهرة الليلة التي تكون غالباً مسلسلاً مصرياً او خليجياً او يابانياً، نعم كانت القناة السعودية الثانية تعرض مسلسل ياباني في التسعينات اسمه اوشين ، أليس ذلك عجيباً!!


و يومك يتخلله قراءة جريدة والدك التي قد تجد فيها مقالاً مسلياً عن كأس العالم، او تقرأ صفحة اخبار العالم عن الحروب و المشاكل الحاصلة في ذلك الوقت، و قد تتعلم الاستمتاع بالطرب بصوت فايزة احمد الذي يأتي من الراديو الذي تستمع اليه والدتك و هي تحضر الغداء في عز الظهيرة!


هذا مشهد صغير من حياة طفل التسعينات، هل لاحظت كمية التنوع الذي حصل عليه من المحيط الذي لم يتحكم به؟


لنرى تجربة الطفل في ٢٠٢٣


تود ان يتعلم طفلك شيئاً على اليوتيوب، تحتار ماذا يشاهد، طفلك يحب الدراجات؟ هيا لنشاهد شيئاً عن الدراجات، الان اصبح اليوتيوب يومياً يقترح عليك مئة مقطع عن الدراجات، كيف تصنع دراجة، كيف تأكل ساندويتش تونة و انت على متن الدراجة، هل تطير الدراجة ام تسير، و هكذا!!

يسيطر عليك و على طفلك هوس الدراجة و تتقن فن الدراجات اكثر من ميكانيكي الدراجات بذات نفسه!


هنا يعيش الطفل في فقاعات صغيرة من الإهتمامات المحدودة المكررة، و لا يوجد مجال للتنوع الا اذا قام الأم و الأب بالإختيار للطفل ماذا يشاهد و ماذا يتعلم ليفتحا المجال لطفلهم ان يتعلم مهارات الحياة و الفنون و الأدب و الموسيقى و الحضارات و الثقافات العالمية التي لا يتعرض لها من خلال النظام التعليمي الحالي او من خلال برامج الأطفال التعليمية.


ما الذي علمته دانة و منصور في جلساتنا الثقافية؟*


  • المسرحيات العربية و العالمية و الاوبرا المسرحية: مثل مسرحية Annie و نظيرتها مسرحية فؤاد المهندس "هالة حبيبتي"، مسرحيات كلاسيكية عربية مثل مسرحيات سمير غانم، و عرفتهم على الأوبرا بشكل بسيط لأني كنت اتعلم معهم، و يحبون كثيراً Figaro Cavatina من اوبرا حلاق اشبيلية The Barber of Sevill



  • الفنون الإستعراضية و الطربية العربية مثل فوازير شريهان و هي المفضلة عند دانة و منصور أيضاً، فيروز و داليدا و وردة و محمد عبده و غيرهم.


  • بعض اغاني الفلكلور القديمة مثل هيلة يا رمانة التي اغنيها لهم دائما اذا "زعلوا"، و اغنية ابو قذيلة شبية الريم شحليله التي اغنيها لمنصور و اتغزل بقذيلته الصغيرة ( القذلة هي غرة الشعر باللهجة الكويتية).


  • المسلسلات العربية الكلاسيكية و الرسوم المتحركة مثل ماروكو و صاحب الظل الطويل و خالتي قماشة و طبعاً طاش ما طاش.


  • الألعاب الكلاسيكية مثل هذه اللعبة


  • نتحدث كثيراً عن احداث تاريخية او مهمة حصلت في العالم مثل ما حصل في ١١ سبتمبر في أمريكا و حرب الخليج و غيرها.


  • شخصيات تاريخية و دول قديمة مثل الدولة العثمانية و الفراعنة و قصص الأنبياء و شعوبهم و حياتهم.


  • خريطة العالم و مواقع الدول، لم تخلو غرفة ألعاب أطفالي ابداً من لوح و خرائط العالم. اقتنيت اول خريطة للأطفال عندما كان عمر دانة سنتين، كانت ملصقات جدارية كبيرة لصقتها على جدار غرفتها و علمتها القارات و موقع السعودية و استراليا على الخريطة، و الان لدينا مجسم كرة ارضية كبير و نحب ان نلعب فيه "حزر البلد".



  • ادب الطفل العربي و الإنجليزي وفي هذا الجانب تحدثنا كثيراً و استكشفنا سوياً الكثير من الكتب، فأنا و دانة و منصور نذهب كل أحد للمكتبة العامة نختار كتب لليافعين و الأطفال و نقرأها خلال الاسبوع و نتشارك مالذي قرأناه او بالأحرى "نقص على بعض" القصص، مؤخراً جربت ان نسمع الكتب كتغيير و كان اختيارنا هو رواية ماتيلدا التي سمعناها و نحن نرسم، كانت تجربة لطيفة خصوصاً ان الراوية كانت الممثلة كيت وينسلت ذات الصوت المميز!


 

هذا جزء بسيط مما علمته لهم، كلها جلسات عفوية لم اخطط لها و اطلق العنان لي و للأطفال ان نبحر و نتعرف و نبحث في قوقل سوياً عن هذه المواضيع. ربما في يوم ما اخطط اكثر لها و اختار ما سأعلمه لهم بدقة بدلاً من العشوائية. سأوافيكم بالتحديثات اذا فعلت ذلك.

 

هذا كل مافي جعبتي اليوم!


لا تنسوا ان تتركوا لي تعليقاً فإن تعليقاتكم تبهجني و تملأ قلبي الصغير بالحبور.



*كُتِبت هذه الفقرة بمساعدة دانة، شكراً لك.

١٣٩ مشاهدة٠ تعليق

Comments


أحدث المقالات

للاشترك في النشرة البريدية

للإشترك في النشرة البريدية

bottom of page